هذا الكتاب به كثير من "الديدان"، بمعنى أنك سوف تسمع وسوف تلاحظ بالضبط ما تريد سماعه بناءً على كثير من قيمك ومعتقداتك وأهوائك الذاتية وكذلك تاريخك الشخصي. إن سلوك إحباط الذات وطرق التغلب عليه تعد بمثابة أمور شديدة الحساسية. فربما يكون تأملك لذاتك بتعمق ونظرك إليها بعين التغيير أمراً يشغل اهتمامك ومع ذلك فإن سلوكك يسير في اتجاه آخر، إن التغيير ليس بالأمر الهين. إذا كنت كأغلب الناس فإن كل جزء من أجزائك سيقاوم ما تقوم به من جهد للتخلص من الأفكار التي تعزز من سلوك ومشاعر خسران الذات.
إن هذا الكتاب يلخص طريقة ممتعة يمكن أن تصل من خلالها إلى السعادة، وهي طريقة تقوم على توليك مسؤوليتك تجاه نفسك وتعهدك لها إضافة إلى وجود رغبة أكيدة لديك في أن تكون ما تريد أن تكونه في هذه اللحظة وهذه الطريقة بسيطة وتتفق مع الفطرة السليمة.
كل فصل من فصول هذا الكتاب يعد بمثابة جلسة إرشاد. وهذه الطريقة يرجى من ورائها إتاحة أكبر قدر من الفرص لإعانة الذات, وهنا أقوم باستكشاف موطن الضعف أو نوع من أنواع السلوك المدمر للذات واقوم بفحص الجذور التاريخية للسلوك في ثقافتنا (وبالتالي السلوك الخاص بك أنت). وينصب التأكيد على مد يد العون لك لتفهم السبب وراء احتجازك لنفسك في هذا الموطن الذي ينطوي على قهر الذات. ثم أقوم بتوضيح التفاصيل المتعلقة بالسلوكيات النوعية والتي تقع في هذا الموطن. إن أنواع السلوك التي بصدد الحديث عنها في هذا الكتاب. وإن بيان السلوكيات الخاصة بموطن الضعف تم الانتقال إلى بحث وفحص أسباب الثبات على سلوكك الذي لا يحقق لك السعادة. إن هذا استلزام إلقاء تظرة واعية على المنظومة السيكولوجية التي تشجعك على التمسك بسلوك إحباط الذات بدلاً من التخلص منه. إن هذا الجزء هو محاولة للإجابة على الأسئلة: "ما الذي أستفيده من السلوك الخاطئ؟" ولماذا أنا مصر على ذلك السلوك رغم أنه يضرني كثيراً؟". وعندما تفحص كل موطن من مواطن الضعف، ستلحظ بلا أدنى شك أن كل أجزاء الكتاب التي أتحدث فيها عن المكاسب لها رسائل متماثلة. إنك ستكتشف أن أسباب ثباتك على السلوك العصابي أمر وارد في كل مواطن الضعف. إنك تتمسك أساساً بهذا السلوك الذي تعلمته لأنك ترى أنه الأسلم والأكثر أماناً حتى وإن كان مدمراً للذات. وعلاوة على ذلك فإنه يمكنك أن تلقي على كاهلك ضرورة التغيير وتحمل المسؤولية وذلك إذا أبقيت على مواطن الضعف كما هي. إن المكاسب الخاصة بالأمن والاطمئنان سوف تتضح عبر هذا الكتاب, وستبدأ في إدراك أن المنظومة السيكولوجية للتمسك بهذه السلوكيات تعمل بحيث تبعد عنك اللوملا وتضيع عليك فرصة التغيير. إن حقيقة أتك تتشبث بسلوكيات كثيرة مدمرة للذات لسبب واحد فقط تجعل النمو الكامل لك أمراً ممكناً. قم بإزالة هذه الأسباب وسوف تستأصل بذلك كل مواطن ضعفك.
ويختتم كل فصل ببعض الاستراتيجيات المباشرة لإزالة سلوك الحط من قدر الذات. وهذا بالضبط ما تدور في محوره جلسة الإرشاد. وبمعنى آخر استكشف الصعوبة ومكان ظهورها وتفحص سلوك إحباط الذات وبحث الأسباب المؤدية للسلوك والاستراتيجيات والوسائل الملموسة للتخلص منه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق